الـمـدخـل
الذي دعاني وحـثـني لكتابة هذا البحث المختصر جدّا عن
النخلة وثمارها هو ما لأهمية هذه الشجرة المباركة لدى العرب والمسلمين ،
ولما لها من فوائد جمّة ، وتتلخص في سبعة أمور :
1. النخلة هي الشجرة الوحيدة من بين الأشجار الذي لا يتساقط ورقها .
2. النخلة هي الشجرة التي حظيت بالتقدير والذكر والاهتمام في العصور الغابرة .
3. مجدت في كافة الأديان ، فقد ذكرت في التوراة والتلمود والإنجيل بإسهاب .
4.
ذكرت في القرآن نصّا في 21 آية ، وذكرت في السّنّة في أكثر من 300 حديث .
فقد ورد في الحديث ( أكرموا عمّتكم النخلة فإنها خلقت من الطين الذي خلق
منه آدم ) ,
5. كلّ جزء في النخلة له فائدة عظيمة ، ثمارها ، ليفها ،
ساقها ، سعفها ، جريدها ، وخوصها ، ناهيك عن المواد العديدة الأخرى التي
تستخرج من ثمار وأجزاء النخلة المختلفة . ثمرها غنيّ بكلّ مقومات الغذاء
اللازمة للإنسان ، من ماء ومعادن وأملاح وفيتامينات وسكريات وغيره ، فنحن
نعلم أن رسولنا العظيم مكث شهرين على الأسودين ( الماء والتمر ) . ( وروى
الإمام مسلم عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عائشة
بيت لا تمر فيه جياع أهله ، يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله أو جاع
أهله قالها مرتين أو ثلاثا ) .
6. اشتركت مع الإنسان في الخير والعطاء والبركة ، وحتى في الموت فالنخلة تموت عند قطع رأسها .
7.
إلى جانب ما ذكر أعلاه فثمار النخيل متوفرة بكثرة وبأزهد الأسعار علاوة
على سهولة ويسر زراعة النخيل ، وتحملها للظروف المناخية القاسية ، وعمر
هذه الشجرة المديد , فلعلّ هذه الكلمات البسيطة تكون دافعا قويّا للاهتمام
بزراعة النخيل , ويكفيتا الاستشهاد بهذا الحديث الشريف – ففي الصحيحين : (
إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها
فليغرسها ) .
مـلاحـظـة :
في الأقسام التالية سوف نوجز بقدر
المستطاع , فالتفاصيل تحتاج إلى مجلدات , وسوف نذكر لكم المراجع عند
الانتهاء إنشاء الله , وقد ذكرنا كثيرا أن ما يعنينا هو الأعداد والأرقام
, أما من رغب في الاستزادة فعليه بالمكتبات العربية فهي زاخرة بالمراجع .
النخلة في التاريخ القديم
لا
يزال الأصل الذي انحدر منه النخل غير معروف , والأقوال كثيرة في ذلك ,
ولكنهم يتفقون جميعا بأن النخلة شجرة مباركة معطاء وثمرها غذاء كامل وعلاج
وضاربة في القدم .
الذي يعتبر حجة في دراسة العائلة النخيلية من النبات ويدعي العالم الإيطالي : اودورادو بكاري – أن موطن
النخل الأصلي هو الخليج العربي , وقد بنى دليله على ذلك بقوله : ( هناك
جنس من النخل لا ينتعش نموه إلا في المناطق شبه الاستوائية حيث تندر
الأمطار وتتطلب جذوره وفرة الرطوبة ويقاوم الملوحة لحد بعيد ) . فلا تتوفر
هذه الصفات إلا في المنطقة الكائنة غرب الهند وجنوب إيران ، أو في الساحل
العربي للخليج العربي . " وهذا الرأي هو ما أميل إليه " والله أعلم . أما
المناطق الأخرى التي ذكرتها الكتب فهي : وادي الرافدين , ووادي النيل ,
ومناطق مختلفة من المعمورة . ففي بابل مثلا كانت هذه الشجرة المقدسة تزين
ردهات المعابد الداخلية , ومداخل المدن , وعروش ذوي التيجان , فإله النخل
كان يظهر على هيئة امرأة ينتشر على أكتافها السعف كالأجنحة . حتى أن شريعة
حومورابي قننت عددا من موادها لحماية زراعة النخل وتعهده : فالمادة ال 59
من شريعة حومورابي تنص على تغريم من يقطع نخلة واحدة بنصف من الفضة ( أي
نحو نصف درهم ) ولابد أن تكون هذه الغرامة باهضة في ذلك العهد ، كما وجدت
المواد ( 60 / 64 / و65 وكله خاصة بتنظيم زراعة وبيع وشراء وتلقيح النخيل
) .
من كل ما ورد أعلاه نلمس أهمية النخل العظيمة لدى الأمم القديمة
، فالأمثلة كثيرة ومواقعها من المعمورة مختلفة . كما كان البابليون
يستفيدون من التمر ونخله فوائد كثيرة . وفي القصيدة البابلية في العهد
الفارسي تعداد لفوائد النخل إذ أحصيت في 365 فائدة . وقد ذكر " سترابو "
أهمية النخل للعراق القديم بقوله : ( تجهزهم النخلة بجميع حاجاتهم عدا
الحبوب ) . كما تصف المصادر المسمارية أصنافا كثيرة من التمر تتجاوز
السبعين صنفا . كما أنها تذكر أصنافا بأسماء مواضعها مثل : تمر تلمون (
يرجح أن تكون البحرين ) ( بالمناسبة وفي الثمانينيات عندما أصبح شجر
النخيل يربو على المليون شجرة في البحرين ألفت في ذلك أغنية ولحنت وأذيعت
من المذياع والشاشة الفضية مرارا وتكرارا ) , وتمر مجان ( أي عمان ) ,
وتمر ملوخا , وقد ذكر بلني ( pliny ) 49 صنفا من أصناف التمور . كما أدخل
البابليون والأشوريون التمر في بعض الوصفات الطبية حتى إن البابليون
يحضرون شرابا من نسغ النخلة يسمى شراب الحياة ( النسغ بضم النون وتسكين
السين المهملة – ماء يخرج من الشجرة إذا قطعت ) .
لا شك أن نخيل
التمر كانت مغروسة بمصر في عصور ما قبل التاريخ , فقد عثر الدكتور ( رين
هارت Dr. Rein Hardt ) في مقبرة بجهة الرزيقات قرب ارمنت على مومياء من
عصر ما قبل التاريخ ملفوفة في حصير من سعف النخل . . . كما عثر على تخلة
صغيرة كاملة بإحدى مقابر سقارة حول مومياء من عصر الأسرة الأولى ( حوالى
3200 ق . م . ) . وهذا يوضح أهمية شجر النخل .
· فـائـدة : النخل هو
شجر التمر واحدته نخلة , والنخيل اسم جمع لا جمع نخلة – وهو يذكر ويؤنث
فنقول هو النخل وهي النخل , أما النخيل فمؤنثه .
· نخلة التمر تسمى
بالإنجليزية Date Palm ، وهي من عائلة Palmaceae ، ومن جنس Phoenix ، ومن
نوع Dactylifera . وهي من النباتات ذات الفلفلة الواحدة ، وهي ثنائية
المسكن ، أي أن هنالك نخلة تحمل أزهارا ذكرية وتسمى النخلة الذكر أو الفحل
، ونخلة أخرى تحمل أزهارا أنثوية وتسمى النخلة الأنثى وهي التي تثمر .
ونخلة التمر لها برعم طرفي ضخم واحد فقط موجود في أعلى الساق الوحيد .
وإذا أصاب ذلك البرعم الوحيد تلف فإن النخلة تموت . يقول بلاتر Blatter أن
هناك نحوا من إثنتي عشر نوعا النخيل ( الفينكس ) .
· من أجناس النخل المتشابهه ( التي يصعب التفريق بالعين المجردة بينها ) ثلاثة هي :
1. نخلة التمر .
2. نخلة السكر .
3. نخلة الكنارى .
· أما أجزاء نخلة التمر الرئيسية فهي أربعة :
1. الـجـذر .
2. الـجـذع أو الـسـاق .
3. الأوراق أو الـسـعـف .
4. اللـيـف .
سبعة قواسم مشتركة بين الإنسان والنخلة
النخلة
شبيهة بالإنسان فقد جاء في مجلة العربي – العدد 268 ربيع الثاني 1401 ه .
– مارس 1981 ص 74 : ( ويقول كمال الدين القاهري صاحب كتاب النبات والحيوان
: إن النخلة تشبه الإنسان كالآتي :
1. فهي ذات جذع منتصب .
2. ومنها الذكر والأنثى .
3. وإنها لا تثمر إلا إذا لقحت .
4. وإذا قطع رأسها ماتت .
5. وإذا تعرض قلبها لصدمة قوية هلكت .
6. وإذا قطع سعفها لا تستطيع تعويضه من محله كما لا يستطيع الإنسان تعويض مفاصله .
7. والنخلة مغشاه بالليف الشبيه بشعر الجسم في الإنسان .
فهل لا تكون هذه الصفات شبيهة بصفات البشر ) .
مع العلم أنّ عدد الصبغات الوراثية (الكرومسومات) 49 (7×7) في النخلة والإنسان .
الأحماض الزيتية الموجودة في نوى التمر سبعة
وهي مقتبسة من : المختبر التجاري 1960
1. حامض الكابريك 7 . 0 % Capric acid
2. حامض الكابريتيك 5 . 0 % Caprinic acid
3. حامض اللوريك 2 . 24 % Lauric acid
4. حامض الميريستك 3 . 9 % Myristic acid
5. حامض البالمتك 9 . 9 % Palmitic acid
6. حامض الأوليك لينوليك 2 . 25 % Oleic & Linoleic acid
7. حامض الستيريك 2 . 3 % Stearic acid
" من كتاب نخلة التمر ص 288 لمؤلفه عبدالجبار البكر " .
مراحل نمو طلع النخلة سبعة
1- الطلع 2- الحبابو 3- الخلال 4- البسر 5- القاربن 6- الرطب 7- التمر .
من كتاب النخلة ص 33 لمؤلفه أحمد علي راشد النواء .
أدوار النضج لثمرة النخلة سبعة
1- بدء البسر تكون نسبة الرطوبه فيه 85 %
2- آخر دور البسر " 50 %
3- بدء الإرطاب " 45 %
4- انتصاف الإرطاب ( 50 % ) " 40 %
5- آخر الإرطاب ( 90 % ) " 35 %
6- كمال الإرطاب ( 100 % ) " 30 %
7- الـتـمـر " 20 % .
" من كتاب ( الرطب والنخلة ) ص 125 لمؤلفه د . عبد الله عبد الرزاق السعيد .
العوامل المؤثرة على نمو وزراعة النخيل سبعة :
1. الـمـاء .
2. الـتـربـة .
3. الـمـنـاخ .
4. العناية بأشجار النخيل وخدمتها واستخدام الطرق الحديثة لرعايتها .
5. التوعية والإرشادات الناجعة لأهمية النخيل .
6. الـتـحـطـيـب .
7. الـزحـف الـعـمـرانـي .
النخلة في الكتب المقدسة
ما
ورد في الكتب المقدسة عن النخلة وثمارها الكثير الكثير ، ونورد لكم اليسير
كأمثلة فقط توضح أهمية هذه الشجرة المباركة في الكتب المقدسة :
·
تفيد لفظة ( تامار ) معنى النخل والتمر معا ، فعند خروج اليهود من أراضي
مصر ودخولهم صحراء التّيه في شبه جزيرة سيناء حطوا رحالهم في واحة تدعى (
ايليم ) ( ويظن علماء الجغرافيا أنها وادي غرندل ) وجدوا فيها إثنتي عشر
عينا للماء وسبعين نخلة ( سفر الخروج 15- 27 ) .
· ويظهر أن فلسطين
كانت في تلك العصور كثيرة النخل خاصة في منطقة غور الأردن . فقد كانت
أريحا الواقعة عند البحر الميت تدعى ( مدينة النخل ) ( تثنية 3034 ) .
· وفي التوراة يعتبر التمر وعصارته " الدبس " من الثمار السبعة الممتازة ( تثنية 08 – 8 ) .
· ويقال أن الفينيقيين القدماء كانوا يعبدون عشتاروت على شكل نخلة تسمى في التوراة ( اشميرا ) أي السارية ( تثنية 034 – 3 ) .
· ومن التلمود – أفتى ( راب ) " وهو زعيم علماء التلمود " بعدم جواز قطع نخلة تزيد غلتها على المن من التمر ( بابا بثرا 26 أ ) .
·
وينصح أحد كبار التلمود " رابا بن هناء " الأوصياء على أموال القاصرين أن
يستثمروها ببساتين النخيل بالنظر لكون أرباحها مضمونة ( بابا بثرا 52 أ )
.
· ويعدد التلمود فوائد التمر الصحية والغذائية . فمن ذلك قول أحدهم
: للتمر مزايا : - فهو يشبع المعدة ويلين الأمعاء ويغذي البدن دون أن
يرهله ( كتوبوت 10 ) .
· وعلى الرغم من رخص التمر ووفرة النخيل فقد
كانت تدر على أصحابها ثروة كبيرة . ويروى أن أحدهم كان يمتلك نخلة من
النوع الفارسي كانت ثمرتها تدر عليه من المال ما يكفي لتسديد الخراج
المترتب عليه لسنة واحدة ( عروبين 51 أ ) .
· ومن طريف الحكايات القديمة : أن أحدهم سأل يهوديّا من العراق :
س – ما هي أهم الأثمار عندكم ؟
ج – التمر .
س – ثم ماذا ؟
ج – التمر أيضا .
س – وكيف ذلك ؟
ج – لأن النخل نستظل بسعفه ونصنع من جذوعه سقوف وأعمدة بيوتنا ، ونتخذ منه ومن جريده
وقودنا ، ونصنع منه الأسرّة والحبال وسائر الأواني والأثاث . ونتخذ التمر طعاما مغذيا ،
ونعلف بنواه ماشيتنا ، ونصنع منه عسلا وخمرا . إلى غير ذلك .
· ويكفي القول ان عيسى عليه السلام حمل فسيلة ( مسيلة ) بين ذراعيه عند دخوله مدينة القدس كرمز للسلام .
الـنـخـلـة في الـقـرآن الـكـريم
· وردت كلمة نخيل في القرآن الكريم 7 مرات حصرا في الآيات التالية :
1. ( . . . . فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب ) المؤمنون 19 .
2. ( ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب . . . . ) النحل 11 .
3. ( ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا . . . . ) النحل 27 .
4. ( . . . . وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب . . . . ) يـس 34 .
5. ( أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا ) الإسراء 91 .
6. ( أيودّ أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها . . . . ) البقرة 266 .
7. ( . . . . وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان . . . . ) الـرعـد 4 .
·
وردت الكلمات – نخلة – نخلا – نخل - ولينة 14 ( 7 × 2 ) مرة حصرا في
الآيات التالية أرقامها : / مريم 23 , 25 / الرحمن 11 , 68 / الكهف 32 /
الشعراء 148 / عبس 29 / الأنعام 99 , 141 / ق 10 / القمر 20 / طـه 71 /
الحاقة 7 / الحشر 5 /
الـنـخـلة والتمر في الـحـديـث الـشـريـف
لقد
أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بالنخلة وحثنا على إكرامها والعناية بها
وأكل ثمرها والتداوي به أحيانا ، ولكون الأحاديث التي ذكرت كلمة النخلة
ومشتقاتها تربو على الثلاثمائة حديث إرتأينا أن نورد لكم سبعة أحاديث
كأمثلة لذلك وهي :
1. ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم ( من تصبح
بسبع تمرات وفي لفظ من تمر العالية لم يضره ذلك اليوم سمّ ولا سحر ) زاد
المعاد . " تحديد عدد التمرات بسبع حصرا واضح وجلي " .
2. وفي
سنن النسائي وابن ماجة من حديث جابر وأبي سعيد رضي الله عنهما عن النبي
صلى الله عليه وسلم : ( العجوة من الجنة وهي شفاء من السّم والكمأة من
المن وماؤها شفاء للعين ) زاد المعاد لابن قيّم الجوزية .
3. جاء
في كتاب زاد المعاد – في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( بينا
نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس إذ أتي بجمار نخلة . فقال
النبي صلى الله عليه وسلم : إن من الشجر شجرة مثلها مثل الرجل المسلم : لا
يسقط ورقها , أخبروني ما هي ؟ فوقع الناس في شجر البوادي فوقع في نفسي :
أنها النخلة فأردت أن أقول : هي النخلة ، ثم نظرت فإذا أنا أصغر القوم
سنّا فسكتّ . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي النخلة . فذكرت ذلك
لعمر . فقال : لأن تكون قلتها أحب إليّ من كذا وكذا ) .
4. روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إنّ التمر يذهب الدّاء ولا داء فيه ) .
5.
روى البخاري في كتاب العقيقة ج 7 / ص 108 ( مطابع الشعب ) عن أبي موسى رضي
الله عنه قال : ( ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسمّاه
إبراهيم فحنّكه بتمرة ودعا له بالبركة ودفعه إليّ ) .
6. عن سلمة
بنت قيس قالت : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أطعموا نسائكم في
نفاسهن التمر فإنه من كان طعامها في نفاسها التمر خرج ولدها حليما فإنه
كان طعام مريم حين ولدت ، ولو علم الله طعاما خيرا من التمر لأطعمها إيّاه
) .
7. روي عن الرسول صلوات الله عليه وسلامه أنه قال : ( إن التمر يذهب الدّاء ولا داء فيه ) .
الشريعة الإسلامية وزراعة النخيل :
الشريعة الإسلامية وآداب بيع ثمر النخيل :
الشريعة الإسلامية وآداب أكل ثمر منتجات النخيل :
لقد
كرّم الله سبحانه وتعالى النخلة وحثّنا رسوله الكريم صلوات الله عليه
وسلامه بأن نهتم بها ونكرمها ونزرعها ، كما شرّع الإسلام الآداب الكثيرة
لبيع ثمر النخيل ، والآداب الكثيرة لأكل ثمر النخيل ، وقد وجدنا عشرات
الأحاديث حول هذه المواضيع الثلاثة ، ولعدم التطويل نورد لكم مثلا واحدا
لكل موضوع حسب التسلسل :
· جاء في الصحيحين : إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها .
·
روى البخاري في : 34 كتاب البيوع : 83 باب بيع الثمر على رؤوس النخل
بالذهب والفضة ( حديث سهل بن أبي حثمة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم نهى عن بيع التمر بالتمر ، ورخّص في العرّية أن تباع
بخرصها يأكلها أهلها رطبا ) ( التمر : الرطب . بالتمر : اليابس . أهلها :
البائعون ) . ( اللؤلؤ والمرجان ص 374 ) .
· روى مسلم ج 2 / ص 217 عن
عبدالله بن بسر قال : نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي . قال :
فقربنا إليه طعاما ووطبة . فأكل منها . ثم أتي بتمر فكان يأكله ويلقي
النوى بين أصبعه ويجمع السبابة والوسطى . قال شعبة : هو ظني وهو فيه إن
شاء الله إلقاء النوى بين الأصبعين ثم أتي بشراب فشربه ثم ناوله الذي عن
يمينه . " الوطبة : الحيس بجمع التمر الرئي والأقط المدقوق والسمن " .
رواية غريبة في تسمية النخل :
لقد
جاء في كتاب شجرة العذراء ، تأليف توفيق الفكيكي ص 13 : ( رواية غريبة في
تسمية النخيل : روى العلامة الجليل السيد نعمة الله الجزائري ( ر ح ) في
الأنوار النعمانية : إن الله أمر الملائكة فوضعوا التراب الذي خلق منه
آدما في المنخل ونخلوه ، فما كان لبابا صافيا أخذ لطينة آدم ( ع ) وما بقي
في المنخل خلق الله منه النخلة وبه سميت لأنها خلقت من تراب بدن آدم وهي (
العجوة ) . وكان آدم يأنس بها في الجنة ولما هبط إلى الأرض استوحش
بمفارقتها وطلب من الله سبحانه وتعالى أن ينزل له النخلة فأنزلها وغرسها
في الأرض ، ولما قربت وفاته أوصى إلى ولده أن يضع معه في قبره جريدة منها
فصارت سنّة إلى زمان عيسى ( ع ) ثم اندرست في زمان الفترة فأحياها النبي
صلى الله عليه وسلم . وقال : إنها ترفع عذاب القبر ما دامت خضراء ، وقد
روى الجمهور عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للأنصار : خضروا صاحبكم
فما أقل المخضرين يوم القيامة . وقالوا : وما التخضير ؟ قال صلى الله عليه
وسلم : جريدة خضراء توضع من أصل اليدين إلى أصل الترقوة ) .
أقوال بعض الحكماء
·
للحكماء أقوال كثيرة وبليغة نأتي منها بالأمثلة التالية : جاء في كتاب صفة
الصفوة للإمام العالم ابن الجوزي ص 85 – 86 ( عن ابن شوذب قال : كان عروة
بن الزبير إذا كان أيام الرطب ثلم حائطه فيدخل الناس فيأكلون ويحملون .
وكان إذا دخله ردّد هذه الآية فيه حتى يخرج منه ( ولولا إذ دخلت جنتك قلت
ما شاء الله لا قوّة إلا بالله ) . ( الكهف 39 ) .
· ذكر بلكرف عن النخيل ( إنها خبز البلاد ومادة الحياة وعماد التجارة ) . من كتاب شجرة العذراء ص 82 تأليف توفيق الفكيكي .
أقوال بعض الشعراء
· قال امرؤ القيس في معلقته الشهيرة :
وفرع يزين المتن أسـود فاحم أثـيـث كـقـنـو النخلة الـمـتـعثكل
غدائره مستشزرات إلى العلى تضل المدارى في مثنى ومرسل
· وقال السري الرفاء المتوفى سنة 366 ه .
فالـنـخـل من باسـق فـيـه وباســقة يضاحك الـطـلـع في قـنـوانه الرّطبا
أضحت شماريخه في النحر مطلعة إمّـا ثـريّـا وإمـا مـعـصـمـا خـضـبا
في عصرنا الحديث نورد الأمثلة التالية
·
في دولة الإمارات العربية المتحدة : يكفي أن يقوم الزائر بجولة برّيّة
ينطلق في بدايتها من مدينة أبوظبي متجها إلى المنطقة الغربية من إمارة
أبوظبي ، ثم ذاهبا إلى مدينة العين ، ومنها إلى الإمارات الشمالية ليرى
بأم عينيه انتشار أشجار النخيل بدون انقطاع على كل جانب ، حيث أن أعدادها
بلغت أرقاما هائلة ، كما تم إنشاء مصانع التمور ومراكز الإرشاد والتوعية
ومراكز محاربة الآفات التي تصيب النخيل ، والفضل يعود في ذلك إلى الله ثم
إلى رئيس الدولة وشباب الوطن .
· أمّا بدولة الكويت فقد طالعت في
الصحف الصادرة خلال العام 2001 م . الأخبار التي مفادها أن الحكومة
الكويتية تقوم بحملة كبيرة لزراعة أشجار النخيل والتوعية والتشجيع لذلك
لما لمسوه من أهمية عظيمة لهذه الشجرة المباركة . أما ما سرّني هو أن
الإنسان الكويتي بدأ يستعيض عن الفواكه المستوردة بالتمر ، فهو يقدم التمر
للضيوف بدلا من الفاكهة ، وليس هذا فحسب بل إن الأواني التي يقدم فيها
التمر مصنوعة من النخيل ( هذا شيء رائع نأمل أن تحذو حذوه بقية البلدان )
.
أما ما يخص النخلة من خصائصها النباتية والآفات التي تصيبها ،
وثمرها ، وتفاصيل أجزائها ، وطرق زراعتها من تلقيم وتلقيح وخف الثمار ،
والتذليل أو التدليه والتكميم ، وجني النخل ، وأصناف التمور , ومناطق
انتشار النخيل ، وقيمة التمر الغذائية وتجارتها وصناعتها ، ومنتجاتها
المختلفة ، والمناخ المناسب لزراعتها ، والتوسع في تاريخها ، والأدوية
المصنعة منها ومن ثمارها ، وأهميتها لدى الشعوب ، والإعجاز الطبي ، وما
ذكر في القرآن والسنة والكتب المقدسة ، وغيره الكثير . كل ذلك يحتاج إلى
مجلدات لتفصيله ، والحمد لله نجد بأن المكتبة العربية بها من المؤلفات
والمراجع والأبحاث ما يفي بالغرض إن شاء الله . وخير من كتب عن النخلة هم
من أماكن تواجد النخلة حيث عايشوها وعاصروها .
الذي دعاني وحـثـني لكتابة هذا البحث المختصر جدّا عن
النخلة وثمارها هو ما لأهمية هذه الشجرة المباركة لدى العرب والمسلمين ،
ولما لها من فوائد جمّة ، وتتلخص في سبعة أمور :
1. النخلة هي الشجرة الوحيدة من بين الأشجار الذي لا يتساقط ورقها .
2. النخلة هي الشجرة التي حظيت بالتقدير والذكر والاهتمام في العصور الغابرة .
3. مجدت في كافة الأديان ، فقد ذكرت في التوراة والتلمود والإنجيل بإسهاب .
4.
ذكرت في القرآن نصّا في 21 آية ، وذكرت في السّنّة في أكثر من 300 حديث .
فقد ورد في الحديث ( أكرموا عمّتكم النخلة فإنها خلقت من الطين الذي خلق
منه آدم ) ,
5. كلّ جزء في النخلة له فائدة عظيمة ، ثمارها ، ليفها ،
ساقها ، سعفها ، جريدها ، وخوصها ، ناهيك عن المواد العديدة الأخرى التي
تستخرج من ثمار وأجزاء النخلة المختلفة . ثمرها غنيّ بكلّ مقومات الغذاء
اللازمة للإنسان ، من ماء ومعادن وأملاح وفيتامينات وسكريات وغيره ، فنحن
نعلم أن رسولنا العظيم مكث شهرين على الأسودين ( الماء والتمر ) . ( وروى
الإمام مسلم عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عائشة
بيت لا تمر فيه جياع أهله ، يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله أو جاع
أهله قالها مرتين أو ثلاثا ) .
6. اشتركت مع الإنسان في الخير والعطاء والبركة ، وحتى في الموت فالنخلة تموت عند قطع رأسها .
7.
إلى جانب ما ذكر أعلاه فثمار النخيل متوفرة بكثرة وبأزهد الأسعار علاوة
على سهولة ويسر زراعة النخيل ، وتحملها للظروف المناخية القاسية ، وعمر
هذه الشجرة المديد , فلعلّ هذه الكلمات البسيطة تكون دافعا قويّا للاهتمام
بزراعة النخيل , ويكفيتا الاستشهاد بهذا الحديث الشريف – ففي الصحيحين : (
إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها
فليغرسها ) .
مـلاحـظـة :
في الأقسام التالية سوف نوجز بقدر
المستطاع , فالتفاصيل تحتاج إلى مجلدات , وسوف نذكر لكم المراجع عند
الانتهاء إنشاء الله , وقد ذكرنا كثيرا أن ما يعنينا هو الأعداد والأرقام
, أما من رغب في الاستزادة فعليه بالمكتبات العربية فهي زاخرة بالمراجع .
النخلة في التاريخ القديم
لا
يزال الأصل الذي انحدر منه النخل غير معروف , والأقوال كثيرة في ذلك ,
ولكنهم يتفقون جميعا بأن النخلة شجرة مباركة معطاء وثمرها غذاء كامل وعلاج
وضاربة في القدم .
الذي يعتبر حجة في دراسة العائلة النخيلية من النبات ويدعي العالم الإيطالي : اودورادو بكاري – أن موطن
النخل الأصلي هو الخليج العربي , وقد بنى دليله على ذلك بقوله : ( هناك
جنس من النخل لا ينتعش نموه إلا في المناطق شبه الاستوائية حيث تندر
الأمطار وتتطلب جذوره وفرة الرطوبة ويقاوم الملوحة لحد بعيد ) . فلا تتوفر
هذه الصفات إلا في المنطقة الكائنة غرب الهند وجنوب إيران ، أو في الساحل
العربي للخليج العربي . " وهذا الرأي هو ما أميل إليه " والله أعلم . أما
المناطق الأخرى التي ذكرتها الكتب فهي : وادي الرافدين , ووادي النيل ,
ومناطق مختلفة من المعمورة . ففي بابل مثلا كانت هذه الشجرة المقدسة تزين
ردهات المعابد الداخلية , ومداخل المدن , وعروش ذوي التيجان , فإله النخل
كان يظهر على هيئة امرأة ينتشر على أكتافها السعف كالأجنحة . حتى أن شريعة
حومورابي قننت عددا من موادها لحماية زراعة النخل وتعهده : فالمادة ال 59
من شريعة حومورابي تنص على تغريم من يقطع نخلة واحدة بنصف من الفضة ( أي
نحو نصف درهم ) ولابد أن تكون هذه الغرامة باهضة في ذلك العهد ، كما وجدت
المواد ( 60 / 64 / و65 وكله خاصة بتنظيم زراعة وبيع وشراء وتلقيح النخيل
) .
من كل ما ورد أعلاه نلمس أهمية النخل العظيمة لدى الأمم القديمة
، فالأمثلة كثيرة ومواقعها من المعمورة مختلفة . كما كان البابليون
يستفيدون من التمر ونخله فوائد كثيرة . وفي القصيدة البابلية في العهد
الفارسي تعداد لفوائد النخل إذ أحصيت في 365 فائدة . وقد ذكر " سترابو "
أهمية النخل للعراق القديم بقوله : ( تجهزهم النخلة بجميع حاجاتهم عدا
الحبوب ) . كما تصف المصادر المسمارية أصنافا كثيرة من التمر تتجاوز
السبعين صنفا . كما أنها تذكر أصنافا بأسماء مواضعها مثل : تمر تلمون (
يرجح أن تكون البحرين ) ( بالمناسبة وفي الثمانينيات عندما أصبح شجر
النخيل يربو على المليون شجرة في البحرين ألفت في ذلك أغنية ولحنت وأذيعت
من المذياع والشاشة الفضية مرارا وتكرارا ) , وتمر مجان ( أي عمان ) ,
وتمر ملوخا , وقد ذكر بلني ( pliny ) 49 صنفا من أصناف التمور . كما أدخل
البابليون والأشوريون التمر في بعض الوصفات الطبية حتى إن البابليون
يحضرون شرابا من نسغ النخلة يسمى شراب الحياة ( النسغ بضم النون وتسكين
السين المهملة – ماء يخرج من الشجرة إذا قطعت ) .
لا شك أن نخيل
التمر كانت مغروسة بمصر في عصور ما قبل التاريخ , فقد عثر الدكتور ( رين
هارت Dr. Rein Hardt ) في مقبرة بجهة الرزيقات قرب ارمنت على مومياء من
عصر ما قبل التاريخ ملفوفة في حصير من سعف النخل . . . كما عثر على تخلة
صغيرة كاملة بإحدى مقابر سقارة حول مومياء من عصر الأسرة الأولى ( حوالى
3200 ق . م . ) . وهذا يوضح أهمية شجر النخل .
· فـائـدة : النخل هو
شجر التمر واحدته نخلة , والنخيل اسم جمع لا جمع نخلة – وهو يذكر ويؤنث
فنقول هو النخل وهي النخل , أما النخيل فمؤنثه .
· نخلة التمر تسمى
بالإنجليزية Date Palm ، وهي من عائلة Palmaceae ، ومن جنس Phoenix ، ومن
نوع Dactylifera . وهي من النباتات ذات الفلفلة الواحدة ، وهي ثنائية
المسكن ، أي أن هنالك نخلة تحمل أزهارا ذكرية وتسمى النخلة الذكر أو الفحل
، ونخلة أخرى تحمل أزهارا أنثوية وتسمى النخلة الأنثى وهي التي تثمر .
ونخلة التمر لها برعم طرفي ضخم واحد فقط موجود في أعلى الساق الوحيد .
وإذا أصاب ذلك البرعم الوحيد تلف فإن النخلة تموت . يقول بلاتر Blatter أن
هناك نحوا من إثنتي عشر نوعا النخيل ( الفينكس ) .
· من أجناس النخل المتشابهه ( التي يصعب التفريق بالعين المجردة بينها ) ثلاثة هي :
1. نخلة التمر .
2. نخلة السكر .
3. نخلة الكنارى .
· أما أجزاء نخلة التمر الرئيسية فهي أربعة :
1. الـجـذر .
2. الـجـذع أو الـسـاق .
3. الأوراق أو الـسـعـف .
4. اللـيـف .
سبعة قواسم مشتركة بين الإنسان والنخلة
النخلة
شبيهة بالإنسان فقد جاء في مجلة العربي – العدد 268 ربيع الثاني 1401 ه .
– مارس 1981 ص 74 : ( ويقول كمال الدين القاهري صاحب كتاب النبات والحيوان
: إن النخلة تشبه الإنسان كالآتي :
1. فهي ذات جذع منتصب .
2. ومنها الذكر والأنثى .
3. وإنها لا تثمر إلا إذا لقحت .
4. وإذا قطع رأسها ماتت .
5. وإذا تعرض قلبها لصدمة قوية هلكت .
6. وإذا قطع سعفها لا تستطيع تعويضه من محله كما لا يستطيع الإنسان تعويض مفاصله .
7. والنخلة مغشاه بالليف الشبيه بشعر الجسم في الإنسان .
فهل لا تكون هذه الصفات شبيهة بصفات البشر ) .
مع العلم أنّ عدد الصبغات الوراثية (الكرومسومات) 49 (7×7) في النخلة والإنسان .
الأحماض الزيتية الموجودة في نوى التمر سبعة
وهي مقتبسة من : المختبر التجاري 1960
1. حامض الكابريك 7 . 0 % Capric acid
2. حامض الكابريتيك 5 . 0 % Caprinic acid
3. حامض اللوريك 2 . 24 % Lauric acid
4. حامض الميريستك 3 . 9 % Myristic acid
5. حامض البالمتك 9 . 9 % Palmitic acid
6. حامض الأوليك لينوليك 2 . 25 % Oleic & Linoleic acid
7. حامض الستيريك 2 . 3 % Stearic acid
" من كتاب نخلة التمر ص 288 لمؤلفه عبدالجبار البكر " .
مراحل نمو طلع النخلة سبعة
1- الطلع 2- الحبابو 3- الخلال 4- البسر 5- القاربن 6- الرطب 7- التمر .
من كتاب النخلة ص 33 لمؤلفه أحمد علي راشد النواء .
أدوار النضج لثمرة النخلة سبعة
1- بدء البسر تكون نسبة الرطوبه فيه 85 %
2- آخر دور البسر " 50 %
3- بدء الإرطاب " 45 %
4- انتصاف الإرطاب ( 50 % ) " 40 %
5- آخر الإرطاب ( 90 % ) " 35 %
6- كمال الإرطاب ( 100 % ) " 30 %
7- الـتـمـر " 20 % .
" من كتاب ( الرطب والنخلة ) ص 125 لمؤلفه د . عبد الله عبد الرزاق السعيد .
العوامل المؤثرة على نمو وزراعة النخيل سبعة :
1. الـمـاء .
2. الـتـربـة .
3. الـمـنـاخ .
4. العناية بأشجار النخيل وخدمتها واستخدام الطرق الحديثة لرعايتها .
5. التوعية والإرشادات الناجعة لأهمية النخيل .
6. الـتـحـطـيـب .
7. الـزحـف الـعـمـرانـي .
النخلة في الكتب المقدسة
ما
ورد في الكتب المقدسة عن النخلة وثمارها الكثير الكثير ، ونورد لكم اليسير
كأمثلة فقط توضح أهمية هذه الشجرة المباركة في الكتب المقدسة :
·
تفيد لفظة ( تامار ) معنى النخل والتمر معا ، فعند خروج اليهود من أراضي
مصر ودخولهم صحراء التّيه في شبه جزيرة سيناء حطوا رحالهم في واحة تدعى (
ايليم ) ( ويظن علماء الجغرافيا أنها وادي غرندل ) وجدوا فيها إثنتي عشر
عينا للماء وسبعين نخلة ( سفر الخروج 15- 27 ) .
· ويظهر أن فلسطين
كانت في تلك العصور كثيرة النخل خاصة في منطقة غور الأردن . فقد كانت
أريحا الواقعة عند البحر الميت تدعى ( مدينة النخل ) ( تثنية 3034 ) .
· وفي التوراة يعتبر التمر وعصارته " الدبس " من الثمار السبعة الممتازة ( تثنية 08 – 8 ) .
· ويقال أن الفينيقيين القدماء كانوا يعبدون عشتاروت على شكل نخلة تسمى في التوراة ( اشميرا ) أي السارية ( تثنية 034 – 3 ) .
· ومن التلمود – أفتى ( راب ) " وهو زعيم علماء التلمود " بعدم جواز قطع نخلة تزيد غلتها على المن من التمر ( بابا بثرا 26 أ ) .
·
وينصح أحد كبار التلمود " رابا بن هناء " الأوصياء على أموال القاصرين أن
يستثمروها ببساتين النخيل بالنظر لكون أرباحها مضمونة ( بابا بثرا 52 أ )
.
· ويعدد التلمود فوائد التمر الصحية والغذائية . فمن ذلك قول أحدهم
: للتمر مزايا : - فهو يشبع المعدة ويلين الأمعاء ويغذي البدن دون أن
يرهله ( كتوبوت 10 ) .
· وعلى الرغم من رخص التمر ووفرة النخيل فقد
كانت تدر على أصحابها ثروة كبيرة . ويروى أن أحدهم كان يمتلك نخلة من
النوع الفارسي كانت ثمرتها تدر عليه من المال ما يكفي لتسديد الخراج
المترتب عليه لسنة واحدة ( عروبين 51 أ ) .
· ومن طريف الحكايات القديمة : أن أحدهم سأل يهوديّا من العراق :
س – ما هي أهم الأثمار عندكم ؟
ج – التمر .
س – ثم ماذا ؟
ج – التمر أيضا .
س – وكيف ذلك ؟
ج – لأن النخل نستظل بسعفه ونصنع من جذوعه سقوف وأعمدة بيوتنا ، ونتخذ منه ومن جريده
وقودنا ، ونصنع منه الأسرّة والحبال وسائر الأواني والأثاث . ونتخذ التمر طعاما مغذيا ،
ونعلف بنواه ماشيتنا ، ونصنع منه عسلا وخمرا . إلى غير ذلك .
· ويكفي القول ان عيسى عليه السلام حمل فسيلة ( مسيلة ) بين ذراعيه عند دخوله مدينة القدس كرمز للسلام .
الـنـخـلـة في الـقـرآن الـكـريم
· وردت كلمة نخيل في القرآن الكريم 7 مرات حصرا في الآيات التالية :
1. ( . . . . فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب ) المؤمنون 19 .
2. ( ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب . . . . ) النحل 11 .
3. ( ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا . . . . ) النحل 27 .
4. ( . . . . وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب . . . . ) يـس 34 .
5. ( أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا ) الإسراء 91 .
6. ( أيودّ أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها . . . . ) البقرة 266 .
7. ( . . . . وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان . . . . ) الـرعـد 4 .
·
وردت الكلمات – نخلة – نخلا – نخل - ولينة 14 ( 7 × 2 ) مرة حصرا في
الآيات التالية أرقامها : / مريم 23 , 25 / الرحمن 11 , 68 / الكهف 32 /
الشعراء 148 / عبس 29 / الأنعام 99 , 141 / ق 10 / القمر 20 / طـه 71 /
الحاقة 7 / الحشر 5 /
الـنـخـلة والتمر في الـحـديـث الـشـريـف
لقد
أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بالنخلة وحثنا على إكرامها والعناية بها
وأكل ثمرها والتداوي به أحيانا ، ولكون الأحاديث التي ذكرت كلمة النخلة
ومشتقاتها تربو على الثلاثمائة حديث إرتأينا أن نورد لكم سبعة أحاديث
كأمثلة لذلك وهي :
1. ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم ( من تصبح
بسبع تمرات وفي لفظ من تمر العالية لم يضره ذلك اليوم سمّ ولا سحر ) زاد
المعاد . " تحديد عدد التمرات بسبع حصرا واضح وجلي " .
2. وفي
سنن النسائي وابن ماجة من حديث جابر وأبي سعيد رضي الله عنهما عن النبي
صلى الله عليه وسلم : ( العجوة من الجنة وهي شفاء من السّم والكمأة من
المن وماؤها شفاء للعين ) زاد المعاد لابن قيّم الجوزية .
3. جاء
في كتاب زاد المعاد – في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( بينا
نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس إذ أتي بجمار نخلة . فقال
النبي صلى الله عليه وسلم : إن من الشجر شجرة مثلها مثل الرجل المسلم : لا
يسقط ورقها , أخبروني ما هي ؟ فوقع الناس في شجر البوادي فوقع في نفسي :
أنها النخلة فأردت أن أقول : هي النخلة ، ثم نظرت فإذا أنا أصغر القوم
سنّا فسكتّ . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي النخلة . فذكرت ذلك
لعمر . فقال : لأن تكون قلتها أحب إليّ من كذا وكذا ) .
4. روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إنّ التمر يذهب الدّاء ولا داء فيه ) .
5.
روى البخاري في كتاب العقيقة ج 7 / ص 108 ( مطابع الشعب ) عن أبي موسى رضي
الله عنه قال : ( ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسمّاه
إبراهيم فحنّكه بتمرة ودعا له بالبركة ودفعه إليّ ) .
6. عن سلمة
بنت قيس قالت : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أطعموا نسائكم في
نفاسهن التمر فإنه من كان طعامها في نفاسها التمر خرج ولدها حليما فإنه
كان طعام مريم حين ولدت ، ولو علم الله طعاما خيرا من التمر لأطعمها إيّاه
) .
7. روي عن الرسول صلوات الله عليه وسلامه أنه قال : ( إن التمر يذهب الدّاء ولا داء فيه ) .
الشريعة الإسلامية وزراعة النخيل :
الشريعة الإسلامية وآداب بيع ثمر النخيل :
الشريعة الإسلامية وآداب أكل ثمر منتجات النخيل :
لقد
كرّم الله سبحانه وتعالى النخلة وحثّنا رسوله الكريم صلوات الله عليه
وسلامه بأن نهتم بها ونكرمها ونزرعها ، كما شرّع الإسلام الآداب الكثيرة
لبيع ثمر النخيل ، والآداب الكثيرة لأكل ثمر النخيل ، وقد وجدنا عشرات
الأحاديث حول هذه المواضيع الثلاثة ، ولعدم التطويل نورد لكم مثلا واحدا
لكل موضوع حسب التسلسل :
· جاء في الصحيحين : إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها .
·
روى البخاري في : 34 كتاب البيوع : 83 باب بيع الثمر على رؤوس النخل
بالذهب والفضة ( حديث سهل بن أبي حثمة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم نهى عن بيع التمر بالتمر ، ورخّص في العرّية أن تباع
بخرصها يأكلها أهلها رطبا ) ( التمر : الرطب . بالتمر : اليابس . أهلها :
البائعون ) . ( اللؤلؤ والمرجان ص 374 ) .
· روى مسلم ج 2 / ص 217 عن
عبدالله بن بسر قال : نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي . قال :
فقربنا إليه طعاما ووطبة . فأكل منها . ثم أتي بتمر فكان يأكله ويلقي
النوى بين أصبعه ويجمع السبابة والوسطى . قال شعبة : هو ظني وهو فيه إن
شاء الله إلقاء النوى بين الأصبعين ثم أتي بشراب فشربه ثم ناوله الذي عن
يمينه . " الوطبة : الحيس بجمع التمر الرئي والأقط المدقوق والسمن " .
رواية غريبة في تسمية النخل :
لقد
جاء في كتاب شجرة العذراء ، تأليف توفيق الفكيكي ص 13 : ( رواية غريبة في
تسمية النخيل : روى العلامة الجليل السيد نعمة الله الجزائري ( ر ح ) في
الأنوار النعمانية : إن الله أمر الملائكة فوضعوا التراب الذي خلق منه
آدما في المنخل ونخلوه ، فما كان لبابا صافيا أخذ لطينة آدم ( ع ) وما بقي
في المنخل خلق الله منه النخلة وبه سميت لأنها خلقت من تراب بدن آدم وهي (
العجوة ) . وكان آدم يأنس بها في الجنة ولما هبط إلى الأرض استوحش
بمفارقتها وطلب من الله سبحانه وتعالى أن ينزل له النخلة فأنزلها وغرسها
في الأرض ، ولما قربت وفاته أوصى إلى ولده أن يضع معه في قبره جريدة منها
فصارت سنّة إلى زمان عيسى ( ع ) ثم اندرست في زمان الفترة فأحياها النبي
صلى الله عليه وسلم . وقال : إنها ترفع عذاب القبر ما دامت خضراء ، وقد
روى الجمهور عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للأنصار : خضروا صاحبكم
فما أقل المخضرين يوم القيامة . وقالوا : وما التخضير ؟ قال صلى الله عليه
وسلم : جريدة خضراء توضع من أصل اليدين إلى أصل الترقوة ) .
أقوال بعض الحكماء
·
للحكماء أقوال كثيرة وبليغة نأتي منها بالأمثلة التالية : جاء في كتاب صفة
الصفوة للإمام العالم ابن الجوزي ص 85 – 86 ( عن ابن شوذب قال : كان عروة
بن الزبير إذا كان أيام الرطب ثلم حائطه فيدخل الناس فيأكلون ويحملون .
وكان إذا دخله ردّد هذه الآية فيه حتى يخرج منه ( ولولا إذ دخلت جنتك قلت
ما شاء الله لا قوّة إلا بالله ) . ( الكهف 39 ) .
· ذكر بلكرف عن النخيل ( إنها خبز البلاد ومادة الحياة وعماد التجارة ) . من كتاب شجرة العذراء ص 82 تأليف توفيق الفكيكي .
أقوال بعض الشعراء
· قال امرؤ القيس في معلقته الشهيرة :
وفرع يزين المتن أسـود فاحم أثـيـث كـقـنـو النخلة الـمـتـعثكل
غدائره مستشزرات إلى العلى تضل المدارى في مثنى ومرسل
· وقال السري الرفاء المتوفى سنة 366 ه .
فالـنـخـل من باسـق فـيـه وباســقة يضاحك الـطـلـع في قـنـوانه الرّطبا
أضحت شماريخه في النحر مطلعة إمّـا ثـريّـا وإمـا مـعـصـمـا خـضـبا
في عصرنا الحديث نورد الأمثلة التالية
·
في دولة الإمارات العربية المتحدة : يكفي أن يقوم الزائر بجولة برّيّة
ينطلق في بدايتها من مدينة أبوظبي متجها إلى المنطقة الغربية من إمارة
أبوظبي ، ثم ذاهبا إلى مدينة العين ، ومنها إلى الإمارات الشمالية ليرى
بأم عينيه انتشار أشجار النخيل بدون انقطاع على كل جانب ، حيث أن أعدادها
بلغت أرقاما هائلة ، كما تم إنشاء مصانع التمور ومراكز الإرشاد والتوعية
ومراكز محاربة الآفات التي تصيب النخيل ، والفضل يعود في ذلك إلى الله ثم
إلى رئيس الدولة وشباب الوطن .
· أمّا بدولة الكويت فقد طالعت في
الصحف الصادرة خلال العام 2001 م . الأخبار التي مفادها أن الحكومة
الكويتية تقوم بحملة كبيرة لزراعة أشجار النخيل والتوعية والتشجيع لذلك
لما لمسوه من أهمية عظيمة لهذه الشجرة المباركة . أما ما سرّني هو أن
الإنسان الكويتي بدأ يستعيض عن الفواكه المستوردة بالتمر ، فهو يقدم التمر
للضيوف بدلا من الفاكهة ، وليس هذا فحسب بل إن الأواني التي يقدم فيها
التمر مصنوعة من النخيل ( هذا شيء رائع نأمل أن تحذو حذوه بقية البلدان )
.
أما ما يخص النخلة من خصائصها النباتية والآفات التي تصيبها ،
وثمرها ، وتفاصيل أجزائها ، وطرق زراعتها من تلقيم وتلقيح وخف الثمار ،
والتذليل أو التدليه والتكميم ، وجني النخل ، وأصناف التمور , ومناطق
انتشار النخيل ، وقيمة التمر الغذائية وتجارتها وصناعتها ، ومنتجاتها
المختلفة ، والمناخ المناسب لزراعتها ، والتوسع في تاريخها ، والأدوية
المصنعة منها ومن ثمارها ، وأهميتها لدى الشعوب ، والإعجاز الطبي ، وما
ذكر في القرآن والسنة والكتب المقدسة ، وغيره الكثير . كل ذلك يحتاج إلى
مجلدات لتفصيله ، والحمد لله نجد بأن المكتبة العربية بها من المؤلفات
والمراجع والأبحاث ما يفي بالغرض إن شاء الله . وخير من كتب عن النخلة هم
من أماكن تواجد النخلة حيث عايشوها وعاصروها .
الجمعة ديسمبر 12, 2014 9:37 am من طرف Mohammed
» الجابرية تحيي الثورة
الأربعاء يوليو 02, 2014 5:51 pm من طرف ahmed almazoon
» المولد النبوي الشريف
الجمعة يناير 10, 2014 7:23 pm من طرف ابراهيم عبدالحافظ ابراهيم
» تغيــر حالنــــــا فمـــا السبب ?
الجمعة يناير 10, 2014 6:59 pm من طرف ابراهيم عبدالحافظ ابراهيم
» تذكره..............................
الإثنين يناير 06, 2014 10:42 pm من طرف ابراهيم عبدالحافظ ابراهيم
» من اشعار محمود الجيلى
الإثنين يناير 06, 2014 10:10 pm من طرف ابراهيم عبدالحافظ ابراهيم
» ...........
الإثنين يناير 06, 2014 9:56 pm من طرف ابراهيم عبدالحافظ ابراهيم
» بطاقات تـــــعـــــارف
السبت يونيو 08, 2013 1:29 pm من طرف ود شيخ منور
» يا تموت يا تعضي السكوت
الأربعاء ديسمبر 26, 2012 9:40 am من طرف عثمان كوري