خلوة شيخنا عبدالغفار .
بسم الله الرحمن الرحيم
السيرة الذاتية
للشيخ عبد الغفار الشيخ أحمد عبد العاطي (وديابو)
بقلم الاستاذ تاج السر حسن
وصياغة الاساتذه عبد القيوم ابراهيم الشفيع
ومحمد احمد حسين
ولد الشيخ عبد الغفار بن الشيخ أحمد عبد العاطي في أواخر القرن التاسع عشر بقرية كوري الواقعة على الضفة الشرقية لنهر النيل وعلى بعد نحو ثمانين كلو مترا إلى الجنوب الغربي من مدينة كريمة بالمديرية الشمالية ، وتوفي رحمة الله ورضوانه عليه في عام 1979م ووري الثرى في مقبرة (حاج محمد) والتي تضم رفات أجداده الذين سبقوه إليها.
حفظ الشيخ عبد الغفار القرآن الكريم في خلوة أبيه الشيخ أحمد عبد العاطي الملقب بود يابو ، وخلفه من بعد وفاته في الإشراف على الخلوة ، وكان يعاونه في إدارتها شقيقه الشيخ (محمد) الذي توفي عام 2001م.
إلى جانب حفظه للقرآن الكريم كان الشيخ عبد الغفار بارعا في علوم اللغة العربية وخطيبا بليغا وعالما بقواعد الحساب وبجانب كبير من علوم التاريخ والجغرافيا ، وله تجارب جيدة في نظم الشعر. وقد تتلمذ وحفظ القرآن على يديه العديد من أبناء المنطقة والمناطق المجاورة.
إستطاع الشيخ عبد الغفار أن يطور خلوة كوري إلى ما كان يسمى "الخلوة النظامية" فأدخل فيها نظام التعليم بالسبورة والطباشير وألواح "الأردواز" وهي ألواح مصنوعة من الفخار القوي المحروق مع مادة صلبة وتستعمل في الكتابة عليها أقلام كالطباشير لكنها أرق منها وأكثر صلابة.
وإلى جانب تحفيظ القرآن الكريم أدخل الشيخ عبد الغفار في الخلوة تدريس علوم الحساب الأساسية (الجمع ، الطرح ، الضرب والقسمة)، وكان يقوم بتدريسها بنفسه ، مستعينا ف ذلك بما تعلمه من أبيه الأزهري الشيخ أحمد عبد العاطي. وقد استفاد من هذه الدروس الإضافية كثير من تلاميذه الذين التحقوا في ما بعد بوظائف كتابية في بعض الشركات والمرافق الحكومية – خاصة مرفق السكة الحديد ، فأعانتهم في تنمية قدراتهم وتدرجهم في السلم الوظيفي للشركات والمؤسسات.
نظام الدراســة:
كانت الدراسة في خلوة كوري تستمر طوال العام باستثناء فترة قصيرة في موسم حصاد النخيل والذي يتزامن مع موسم الفيضان. وتنعقد الحلقات ثلاث مرات في اليوم: فترة صباحية حتى العاشرة تقريبا ، وثانية بعد الظهر حتى صلاة العصر ، وثالثة من بعد المغرب إلى صلاة العشاء.
تخصص الفترة الصباحية – كما في معظم الخلاوي – لإملاء الإجزاء المقررة للحفظ اليومي على جميع (الحيران) في مختلف المراحل ، بينما تخصص كل من فترتي الظهيرة والمساء للحفظ والتسميع. تخلل فترتي الصباح والظهيرة دروس في فقه العبادات وعلوم الحساب. ومن حين لآخر تقام في الخلوة حفلات التخريج لمن أكملوا حفظ القرآن الكريم واجتازوا الإختبار النهائي على يد شيخنا عبد الغفار الشيخ أحمد.
حظيت خلوة كوري بسمعة طيبة في المنطقة ولدى المسئولين بوزارة المعارف ، وكان يزورها مفتش تربوي بمعدل مرتين في السنة للإطمئنان على سير الدراسة وفق المنهج الذي بدأت به، وتقديم ما يلزم من توجيهات. وتقديرا لجهد شيخنا عبد الغفار ومعاونه شيخنا (محمد) تم تخصيص مكافأة مالية لهما من مكتب التعليم بمروي ترسل لهما بانتظام آخر كل شهر. كما كان يزورها من حين لآخر مساعد طبي من المستوصفات الطبية القريبة للقرية للكشف على (الحيران) وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة والقيام بالتطعيمات الضرورية. وبذلك تميزت خلوة كوري عن خلاوي المنطقة. ويقال في بعض الروايات أن تاريخ أنشائها يرجع إلى ما قبل عهد الشيخ أحمد وديابو بدليل وجود آثار لها بالقرب من(قبة حاج محمد) الواقعة في ظهر القرية، لكنها تعطلت فترة إلى أن جاء الشيخ أحمد عبد العاطي وبعثها من جديد.
جانب من سيرة الشيخ أحمد وديابو:
ولد الشيخ أحمد وديابو في منتصف القرن التاسع عشر بقرية كوري وتوفي بها في عام 1932م ودفن في مقبرة آباءه وأجداده بجوار قبة (حاج محمد).
حفظ الشيخ أحمد القرآن الكريم في خلوة أبو رنات الشهيرة في منطقة مساوي التي تبعد عن كريمة بحوالي أربعين كيلومترا. وتنفيذا لوصية أبيه أرسله أخوه الأكبر عبد الرحيم إلى الأزهر في عام 1875م تقريبا حيث نال الشهادة العالمية وتخصص في التدريس وأصبح يلقب بالشيخ "أبو ركيزة" ومكث في مصر نحو خمسة وعشرين عاما ، عاد بعدها برفقة أخيه المهدي إلى (كوري) ومعهما مكتبة ضخمة واستقر في بلده وأعاد تأسيس الخلوة ومنها انطلق في تحفيظ القرآن وتدريس الفقه وتتلمذ عليه الكثيرون من أبناء المنطقة والبلاد المجاورة. ويقال أنه عندما عاد من مصر عرض عليه العمل في القضاء فآثر التفرغ لتعليم أبناء المنطقة لإحساسه العميق بحاجتهم إلى التفقه في أمور دينهم. وتزوج من أسرة مشهورة بالعلم وأنجب من زوجته (سعدة أبو كروق) بنين وبنات أكبرهم شيخنا عبد الغفار ومنهم الشيخ عبد الفتاح الذي أتيحت له الفرصة للحصول أيضا على الشهادة العالمية وعمل بالتدريس. ومن أبناء الشيخ أحمد وديابو الشيخ محمد وعبد اللطيف وعبد الحق وعبد الرزاق ، وجميعهم انتقلوا إلى الدار الآخرة – عليهم رحمة الله.
نقلاً من منتدى المنقولة
احمد عبدالله الماذون
بسم الله الرحمن الرحيم
السيرة الذاتية
للشيخ عبد الغفار الشيخ أحمد عبد العاطي (وديابو)
بقلم الاستاذ تاج السر حسن
وصياغة الاساتذه عبد القيوم ابراهيم الشفيع
ومحمد احمد حسين
ولد الشيخ عبد الغفار بن الشيخ أحمد عبد العاطي في أواخر القرن التاسع عشر بقرية كوري الواقعة على الضفة الشرقية لنهر النيل وعلى بعد نحو ثمانين كلو مترا إلى الجنوب الغربي من مدينة كريمة بالمديرية الشمالية ، وتوفي رحمة الله ورضوانه عليه في عام 1979م ووري الثرى في مقبرة (حاج محمد) والتي تضم رفات أجداده الذين سبقوه إليها.
حفظ الشيخ عبد الغفار القرآن الكريم في خلوة أبيه الشيخ أحمد عبد العاطي الملقب بود يابو ، وخلفه من بعد وفاته في الإشراف على الخلوة ، وكان يعاونه في إدارتها شقيقه الشيخ (محمد) الذي توفي عام 2001م.
إلى جانب حفظه للقرآن الكريم كان الشيخ عبد الغفار بارعا في علوم اللغة العربية وخطيبا بليغا وعالما بقواعد الحساب وبجانب كبير من علوم التاريخ والجغرافيا ، وله تجارب جيدة في نظم الشعر. وقد تتلمذ وحفظ القرآن على يديه العديد من أبناء المنطقة والمناطق المجاورة.
إستطاع الشيخ عبد الغفار أن يطور خلوة كوري إلى ما كان يسمى "الخلوة النظامية" فأدخل فيها نظام التعليم بالسبورة والطباشير وألواح "الأردواز" وهي ألواح مصنوعة من الفخار القوي المحروق مع مادة صلبة وتستعمل في الكتابة عليها أقلام كالطباشير لكنها أرق منها وأكثر صلابة.
وإلى جانب تحفيظ القرآن الكريم أدخل الشيخ عبد الغفار في الخلوة تدريس علوم الحساب الأساسية (الجمع ، الطرح ، الضرب والقسمة)، وكان يقوم بتدريسها بنفسه ، مستعينا ف ذلك بما تعلمه من أبيه الأزهري الشيخ أحمد عبد العاطي. وقد استفاد من هذه الدروس الإضافية كثير من تلاميذه الذين التحقوا في ما بعد بوظائف كتابية في بعض الشركات والمرافق الحكومية – خاصة مرفق السكة الحديد ، فأعانتهم في تنمية قدراتهم وتدرجهم في السلم الوظيفي للشركات والمؤسسات.
نظام الدراســة:
كانت الدراسة في خلوة كوري تستمر طوال العام باستثناء فترة قصيرة في موسم حصاد النخيل والذي يتزامن مع موسم الفيضان. وتنعقد الحلقات ثلاث مرات في اليوم: فترة صباحية حتى العاشرة تقريبا ، وثانية بعد الظهر حتى صلاة العصر ، وثالثة من بعد المغرب إلى صلاة العشاء.
تخصص الفترة الصباحية – كما في معظم الخلاوي – لإملاء الإجزاء المقررة للحفظ اليومي على جميع (الحيران) في مختلف المراحل ، بينما تخصص كل من فترتي الظهيرة والمساء للحفظ والتسميع. تخلل فترتي الصباح والظهيرة دروس في فقه العبادات وعلوم الحساب. ومن حين لآخر تقام في الخلوة حفلات التخريج لمن أكملوا حفظ القرآن الكريم واجتازوا الإختبار النهائي على يد شيخنا عبد الغفار الشيخ أحمد.
حظيت خلوة كوري بسمعة طيبة في المنطقة ولدى المسئولين بوزارة المعارف ، وكان يزورها مفتش تربوي بمعدل مرتين في السنة للإطمئنان على سير الدراسة وفق المنهج الذي بدأت به، وتقديم ما يلزم من توجيهات. وتقديرا لجهد شيخنا عبد الغفار ومعاونه شيخنا (محمد) تم تخصيص مكافأة مالية لهما من مكتب التعليم بمروي ترسل لهما بانتظام آخر كل شهر. كما كان يزورها من حين لآخر مساعد طبي من المستوصفات الطبية القريبة للقرية للكشف على (الحيران) وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة والقيام بالتطعيمات الضرورية. وبذلك تميزت خلوة كوري عن خلاوي المنطقة. ويقال في بعض الروايات أن تاريخ أنشائها يرجع إلى ما قبل عهد الشيخ أحمد وديابو بدليل وجود آثار لها بالقرب من(قبة حاج محمد) الواقعة في ظهر القرية، لكنها تعطلت فترة إلى أن جاء الشيخ أحمد عبد العاطي وبعثها من جديد.
جانب من سيرة الشيخ أحمد وديابو:
ولد الشيخ أحمد وديابو في منتصف القرن التاسع عشر بقرية كوري وتوفي بها في عام 1932م ودفن في مقبرة آباءه وأجداده بجوار قبة (حاج محمد).
حفظ الشيخ أحمد القرآن الكريم في خلوة أبو رنات الشهيرة في منطقة مساوي التي تبعد عن كريمة بحوالي أربعين كيلومترا. وتنفيذا لوصية أبيه أرسله أخوه الأكبر عبد الرحيم إلى الأزهر في عام 1875م تقريبا حيث نال الشهادة العالمية وتخصص في التدريس وأصبح يلقب بالشيخ "أبو ركيزة" ومكث في مصر نحو خمسة وعشرين عاما ، عاد بعدها برفقة أخيه المهدي إلى (كوري) ومعهما مكتبة ضخمة واستقر في بلده وأعاد تأسيس الخلوة ومنها انطلق في تحفيظ القرآن وتدريس الفقه وتتلمذ عليه الكثيرون من أبناء المنطقة والبلاد المجاورة. ويقال أنه عندما عاد من مصر عرض عليه العمل في القضاء فآثر التفرغ لتعليم أبناء المنطقة لإحساسه العميق بحاجتهم إلى التفقه في أمور دينهم. وتزوج من أسرة مشهورة بالعلم وأنجب من زوجته (سعدة أبو كروق) بنين وبنات أكبرهم شيخنا عبد الغفار ومنهم الشيخ عبد الفتاح الذي أتيحت له الفرصة للحصول أيضا على الشهادة العالمية وعمل بالتدريس. ومن أبناء الشيخ أحمد وديابو الشيخ محمد وعبد اللطيف وعبد الحق وعبد الرزاق ، وجميعهم انتقلوا إلى الدار الآخرة – عليهم رحمة الله.
نقلاً من منتدى المنقولة
احمد عبدالله الماذون
الجمعة ديسمبر 12, 2014 9:37 am من طرف Mohammed
» الجابرية تحيي الثورة
الأربعاء يوليو 02, 2014 5:51 pm من طرف ahmed almazoon
» المولد النبوي الشريف
الجمعة يناير 10, 2014 7:23 pm من طرف ابراهيم عبدالحافظ ابراهيم
» تغيــر حالنــــــا فمـــا السبب ?
الجمعة يناير 10, 2014 6:59 pm من طرف ابراهيم عبدالحافظ ابراهيم
» تذكره..............................
الإثنين يناير 06, 2014 10:42 pm من طرف ابراهيم عبدالحافظ ابراهيم
» من اشعار محمود الجيلى
الإثنين يناير 06, 2014 10:10 pm من طرف ابراهيم عبدالحافظ ابراهيم
» ...........
الإثنين يناير 06, 2014 9:56 pm من طرف ابراهيم عبدالحافظ ابراهيم
» بطاقات تـــــعـــــارف
السبت يونيو 08, 2013 1:29 pm من طرف ود شيخ منور
» يا تموت يا تعضي السكوت
الأربعاء ديسمبر 26, 2012 9:40 am من طرف عثمان كوري