جاءت بسيرته كل ساحات الفداء وملأت أرجاء الدنيا وسمع بها القاصي والداني.. أحبه حتى الأطفال الصغار مرددين ملحمته الشهيرة يلا يا صيف العبور حرك الغضب اللي نام وأرمي بكل الرصاص.. وأضرب الخونة اللئام.. ورغم أنها تعد إحدى درر شعر المعركة الا أن هنالك الكثير مما حجب من هذا الشعر الذي يعد تراثاً وطنياً خالداً
والذي نأمل ان يرى النور قريباً حيث جمع شهيدنا الملازم بين شيئين حبه للرشاش والقلم لذا جاء شعره معبراً عن حب الأوطان من خلال التعبير عن ذاته وخصوصياته فخط بيراعه المضمخ برائحة البارود أعظم رسائله للوطن.. ولوالدته.. وجدته.. والصحاب وكل الفريق باحثًا بين مراحل طفولته وشبابه عن الوطن والاهل والديار وحتى الكلية الحربية ورفقاء الدفعة لم تترك شاردة ولا واردة الا وضمنها ديوانه- عشم الوطن - الذي تكرمت مؤسسة الفداء للانتاج الاعلامي بطبعه مشكورة والآن نجاهد في تجميع ما تبقى من قصائد وأشعار مبعثرة لم تر النور بطبعها في ديوانه الكبير.. ورغم سخونة وشدة المواقف التي يتعرض لها الجندي على أرض المعركة إلا أنها لا تخلو احيانًا من خلوة مع النفس يسترجع فيها نبضًا من لحظات حياته يمسك قلمه باليمنى ورشاشه باليسرى حيث لا نزال نذكر تلك الرسالة التي بعث بها من أرض المعركة الى والدته والتي حركت وأثارت مشاعر الكثيرين لا سيما الشاعر الدبلوماسي الراحل صلاح أحمد ابراهيم والذي أرسل من أرض المهجر لوالدته وللوطن لا معزياً بل فخورا ومعتزاً ومهنئاً بهذا الشبل البطل.. والله سبحانه وتعالى يضع سره وحكمته ومحبته في خلقه فمن بين ما ترويه السيدة الفضلى والدة الشهيد أنه كان عندما يعود من المدرسة الابتدائية في فسحة الفطور لم يكن كغيره من اخوته يهتم بتناول الافطار بل كان يدعوها خلسة لتأتي اليه وليرضع من ثديها قليلاً ثم يعود مسرعًا الى المدرسة ليعاود قراءة القرآن داخل الفصل.. كما ان الجديد في سيرة الشهيد العطرة أنه كان يشتهر في الحي باسم (غرة) اما وداعة الله فهذا هو الاسم المسجل في شهادة الميلاد ولعل القارئ يلحظ إلمام الشهيد بالبلاغة وضروب الشعر حين استخدم التورية في أحد الأبيات التي يقول فيها.. غرة النفس الابية ووثبة الأسد الهمام فاستخدم كلمة غرة للمعنى البعيد والقريب.. أما أروع ما سطره يراع الشهيد من رسائل وهو في عمق الادغال وسط دوي المدافع تلك الرسالة التي بعث بها لحبوبته بخيته بنت الشيخ دفع الله والتي تربى في احضانها فجاءت رسالته اليها مؤثرة وبليغة مما جعلها تذرف الدموع سخياً على فراق ابنها وعزيزها الذي أحبته منذ مولده ولم تكن تدري أنها لن تراه ثانية.. يقول في رسالته اليها..
سلام حبوبة كيف الحال
سلام حبوبة كاتبو اليك
سلام زمنا قضيتو معاك
وعمراً عشتو بين ايديك
وشوقا جوه في الوجدان
يناهد أصلو ما ناسيك
سلام حبوبة بنت الشيخ
سلام يا بعض من تاريخ
وتجول بخاطره العديد من صور طفولته معها وهي تعد لهم العشاء وهم يلتفون من حولها في براءة وسعادة ونشوة..
وانت تلخّي في معجون تكبي الزيت على الطوة
بتشيلي القطعة بين ايديك وتشيلي معاها هم جوه
ورغم السن ومرضا بيك تتمي الحلة بمروة
ويستطرد في تصويره لأحلامها حين يراها سعيدة بهم وفي عينها أمنيات الغد السعيد برؤيتهم كباراً
وفجاءة تهل على عينيك معاني الفرحة والقوة
تشوف الدنيا بعينيك تقولي ولادي يبقو كبار
وهسع كبرنا يا حبوبة وليك اتحققت أقدار
وكبر الصغار وكبرت معها احلام الحبوبة الحنونة وسار كل شيء وفق مشيئته وتخرج الشهيد الملازم فتى مقداماً وجسوراً ضابطاً في سلاح المظلات الا أن نداء السماء باصطفائه شهيداً كان أقوى من كل تلك الأمنيات والأحلام حيث سطر بحياته أروع مسك للختام عبّر عنها من خلال نبض ديوانه - نحن عشمك يا وطن- الذي جاء امتدادًا لحس الشاعر الشهيد وصوته الذي حمل كل معاني حب الأوطان والدفاع عنها..
شعب صامد في المواجع شعب واقف ما بيركع
وكل شبر من ترابك ليهو نحمي وليهو نمنع
وكل ذرة من ترابك تبقى قمحة تموج وتلمح
شلنا همك في قلوبنا وشلنا عشقك في عيونا
وشلنا منك إنو نبني وإنو نعرف كيف نصونك
القارئ الكريم هذا جزء يسير من لمحات مضيئة بتوقيعات الشهيد ملازم وداعة الله إبراهيم حيث كان التواصل عميقًا بين أسرته وعقيدته ووطنه وكأنه يقول لنا أن تعبر عن وطنك في ذاته يعني أن تبقى على قيد الحياة.. ليبقى الدين والوطن في حدقات العيون..
والذي نأمل ان يرى النور قريباً حيث جمع شهيدنا الملازم بين شيئين حبه للرشاش والقلم لذا جاء شعره معبراً عن حب الأوطان من خلال التعبير عن ذاته وخصوصياته فخط بيراعه المضمخ برائحة البارود أعظم رسائله للوطن.. ولوالدته.. وجدته.. والصحاب وكل الفريق باحثًا بين مراحل طفولته وشبابه عن الوطن والاهل والديار وحتى الكلية الحربية ورفقاء الدفعة لم تترك شاردة ولا واردة الا وضمنها ديوانه- عشم الوطن - الذي تكرمت مؤسسة الفداء للانتاج الاعلامي بطبعه مشكورة والآن نجاهد في تجميع ما تبقى من قصائد وأشعار مبعثرة لم تر النور بطبعها في ديوانه الكبير.. ورغم سخونة وشدة المواقف التي يتعرض لها الجندي على أرض المعركة إلا أنها لا تخلو احيانًا من خلوة مع النفس يسترجع فيها نبضًا من لحظات حياته يمسك قلمه باليمنى ورشاشه باليسرى حيث لا نزال نذكر تلك الرسالة التي بعث بها من أرض المعركة الى والدته والتي حركت وأثارت مشاعر الكثيرين لا سيما الشاعر الدبلوماسي الراحل صلاح أحمد ابراهيم والذي أرسل من أرض المهجر لوالدته وللوطن لا معزياً بل فخورا ومعتزاً ومهنئاً بهذا الشبل البطل.. والله سبحانه وتعالى يضع سره وحكمته ومحبته في خلقه فمن بين ما ترويه السيدة الفضلى والدة الشهيد أنه كان عندما يعود من المدرسة الابتدائية في فسحة الفطور لم يكن كغيره من اخوته يهتم بتناول الافطار بل كان يدعوها خلسة لتأتي اليه وليرضع من ثديها قليلاً ثم يعود مسرعًا الى المدرسة ليعاود قراءة القرآن داخل الفصل.. كما ان الجديد في سيرة الشهيد العطرة أنه كان يشتهر في الحي باسم (غرة) اما وداعة الله فهذا هو الاسم المسجل في شهادة الميلاد ولعل القارئ يلحظ إلمام الشهيد بالبلاغة وضروب الشعر حين استخدم التورية في أحد الأبيات التي يقول فيها.. غرة النفس الابية ووثبة الأسد الهمام فاستخدم كلمة غرة للمعنى البعيد والقريب.. أما أروع ما سطره يراع الشهيد من رسائل وهو في عمق الادغال وسط دوي المدافع تلك الرسالة التي بعث بها لحبوبته بخيته بنت الشيخ دفع الله والتي تربى في احضانها فجاءت رسالته اليها مؤثرة وبليغة مما جعلها تذرف الدموع سخياً على فراق ابنها وعزيزها الذي أحبته منذ مولده ولم تكن تدري أنها لن تراه ثانية.. يقول في رسالته اليها..
سلام حبوبة كيف الحال
سلام حبوبة كاتبو اليك
سلام زمنا قضيتو معاك
وعمراً عشتو بين ايديك
وشوقا جوه في الوجدان
يناهد أصلو ما ناسيك
سلام حبوبة بنت الشيخ
سلام يا بعض من تاريخ
وتجول بخاطره العديد من صور طفولته معها وهي تعد لهم العشاء وهم يلتفون من حولها في براءة وسعادة ونشوة..
وانت تلخّي في معجون تكبي الزيت على الطوة
بتشيلي القطعة بين ايديك وتشيلي معاها هم جوه
ورغم السن ومرضا بيك تتمي الحلة بمروة
ويستطرد في تصويره لأحلامها حين يراها سعيدة بهم وفي عينها أمنيات الغد السعيد برؤيتهم كباراً
وفجاءة تهل على عينيك معاني الفرحة والقوة
تشوف الدنيا بعينيك تقولي ولادي يبقو كبار
وهسع كبرنا يا حبوبة وليك اتحققت أقدار
وكبر الصغار وكبرت معها احلام الحبوبة الحنونة وسار كل شيء وفق مشيئته وتخرج الشهيد الملازم فتى مقداماً وجسوراً ضابطاً في سلاح المظلات الا أن نداء السماء باصطفائه شهيداً كان أقوى من كل تلك الأمنيات والأحلام حيث سطر بحياته أروع مسك للختام عبّر عنها من خلال نبض ديوانه - نحن عشمك يا وطن- الذي جاء امتدادًا لحس الشاعر الشهيد وصوته الذي حمل كل معاني حب الأوطان والدفاع عنها..
شعب صامد في المواجع شعب واقف ما بيركع
وكل شبر من ترابك ليهو نحمي وليهو نمنع
وكل ذرة من ترابك تبقى قمحة تموج وتلمح
شلنا همك في قلوبنا وشلنا عشقك في عيونا
وشلنا منك إنو نبني وإنو نعرف كيف نصونك
القارئ الكريم هذا جزء يسير من لمحات مضيئة بتوقيعات الشهيد ملازم وداعة الله إبراهيم حيث كان التواصل عميقًا بين أسرته وعقيدته ووطنه وكأنه يقول لنا أن تعبر عن وطنك في ذاته يعني أن تبقى على قيد الحياة.. ليبقى الدين والوطن في حدقات العيون..
الجمعة ديسمبر 12, 2014 9:37 am من طرف Mohammed
» الجابرية تحيي الثورة
الأربعاء يوليو 02, 2014 5:51 pm من طرف ahmed almazoon
» المولد النبوي الشريف
الجمعة يناير 10, 2014 7:23 pm من طرف ابراهيم عبدالحافظ ابراهيم
» تغيــر حالنــــــا فمـــا السبب ?
الجمعة يناير 10, 2014 6:59 pm من طرف ابراهيم عبدالحافظ ابراهيم
» تذكره..............................
الإثنين يناير 06, 2014 10:42 pm من طرف ابراهيم عبدالحافظ ابراهيم
» من اشعار محمود الجيلى
الإثنين يناير 06, 2014 10:10 pm من طرف ابراهيم عبدالحافظ ابراهيم
» ...........
الإثنين يناير 06, 2014 9:56 pm من طرف ابراهيم عبدالحافظ ابراهيم
» بطاقات تـــــعـــــارف
السبت يونيو 08, 2013 1:29 pm من طرف ود شيخ منور
» يا تموت يا تعضي السكوت
الأربعاء ديسمبر 26, 2012 9:40 am من طرف عثمان كوري